Quantcast
Channel: بصائر »المعلم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 4

تحقيق: عوامل نجاح العملية التعليمية

$
0
0

كلُ عامٍ دراسيٍ جديد يعتبر فرصةً للتغيير والتجديد والتطوير، وإذا كان الطالب هو محور العملية التعليمية يبقى المعلم فارس هذه العملية، وعليه تقع المسؤولية الكبرى في تعليم الطلاب وتشكيل شخصياتهم، وخاصة في المراحل الدنيا من التعلم، فالمعلم يظل هو المخطط للعملية التعليمية، ومديرها، والمشرف عليها، والمقيم لنتائجها، والمتابع لسيرها وتقدمها.

ضرورة متابعة الأبناء

المعلمة نعيمة الشنطي -32 عاماً- أستاذة اللغة العربية قالت في حديثها لــ”بصائر”: “على أولياء الأمور أن يدركوا أن المدارس ليست زياً وشنطة ودفتراً وكتاباً وقلماً ومصروف جيب، رغم أهمية هذه الأدوات، إلا أن الأهم منها أن لا يُترك الابن بعد توفير هذه المستلزمات، بدون متابعة علمياً وسلوكياً”.

وأضافت أن متابعة أولياء الامور لأبنائهم يجعل الطالب مثار اهتمام، ويكون ولي الأمر على معرفةٍ بوضع ابنه التعليمي، والعمل كذلك في حثه على المتابعة الدقيقة والسليمة خلال العام الدراسي.

أسباب كُره المدارس وفشل العملية التعليمية

ونوهت الشنطي إلى أسباب كره الطلاب للمدراس وفشل العملية التعليمية عند البعض، مبينةً أنها تعود إلى أن المعلم مرهق وليس عنده وقت للحوار والمناقشة، بسبب كثرة أعداد الطلبة، وطول المناهج الدراسية، يرافقها ضيق الوقت المتاح لتدريس المادة، مما يجعل المدرس يعطي ما عنده وكأنه ينقل جهاز مضغط (سي دي) من جهاز إلى آخر.

“الشنطي: المناهج عندنا للأسف، تشبه إطعام الوالدة لولدها في اليوم الأول المنسف والمقلوبة والسلطة والحلويات، معتقدةً أنها تحسن إليه، والحقيقة أنها تسبب له تلبكاً ربما يكون سبباً في وفاته”

وتابعت لـ”بصائر”: “الطالب الذي لا يحصل على علامات عالية في نظر المدرسة والتربية والمجتمع هو طالب كسلان ومقصر، وهذه الفضيحة ترافقه طوال عمره، مما يجعل الطالب يحقد على العملية التعليمية بأكملها، لافتةً إلى أن الدراسات العلمية تقول “إن المعدل لا يعبر عن حقيقة قدرة الطالب”، على حد تعبيرها.

وشددت الشنطي على أن مشكلة الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية تقف عائقاً أمام نجاح العملية التعليمية، متسائلةً “ما هو شعور طالب ينضم إلى أربعين أو خمسين طالب في شعبة دراسية؟؟، فلو سأل كل طالب المعلم سؤالاً فإن الأمر يحتاج إلى ثلاثة أمثال وقت الحصة”.

وأكدت على أن اعتماد التدريس على الحفظ والبصم، الذي يلغي التفكير من حياة الطالب، واستخدام العنف في المدارس، إلى جانب صعوبة الاختبارات وتحدي بعض المدرسين للطلاب، تجعل الطلاب يكرهون المدرسة.

وأشارت الشنطي إلى أن دخول عوامل أخرى على حياة الناس، كالإنترنت، والتلفاز والسهرات، يجعل الطالب يسهر إلى ساعات متأخرة، وأهله يجبرونه على الذهاب للمدرسة، فيذهب وهو يشعر بالنعاس والضجر، فيكره المدرسة.

وبينت أن المشاكل في المنهاج تعد أحد الأسباب المهمة، “فالمناهج عندنا للأسف الشديد تشبه إطعام الوالدة لولدها في اليوم الأول المنسف والمقلوبة والسلطة والحلويات، معتقدةً أنها تحسن إليه، والحقيقة أنها تسبب له تلبكاً ربما يكون سبباً في وفاته”.

المطلوب من المعلم في بداية العام الدراسي

“الخطيب: يمكن أن يرسل الأستاذ رسالة مع كل طالب للأهل يهنئهم فيها بالعام الدراسي الجديد ويشرح من خلالها أموراً أساسية عن المادة الدراسية والواجبات المدرسية والمواد المطلوبة”

وحول الأمور التي من شأنها أن توطد العلاقة بين المعلم والطالب مما يساهم في نجاح العملية التعليمية، قالت نجوى الخطيب -29 عاماً- أستاذة الرياضيات: “يجب على الأستاذ أن يتعامل بإنسانية ورحمة مع الطلبة لكي تدخل الطمأنينة إلى قلوبهم، إلى جانب افساح المجال للطلبة للتعبير عن آرائهم حتى وإن لم تكن صحيحة”.

وشددت على أن غياب الجوانب العملية تعد مشكلةً أساسية في عدم فهم الدرس، “فالطالب ليس لديه إمكانية التخيل، ولكي يتخلص المدرس من هذه المشكلة يتوجب عليه استخدام أمثلة من واقع الطلبة، لكي يتمكن من تخيل المثال واستعمال طريقة ربط واضحة بين المثال والقاعدة المراد تعلمها”.

وأشارت الخطيب إلى أنه يمكن أن يرسل الأستاذ رسالة مع كل طالب للأهل يهنئهم فيها بالعام الدراسي الجديد ويشرح من خلالها أموراً أساسية عن المادة الدراسية والواجبات المدرسية والمواد المطلوبة.

وذكرت أنه يمكن للأستاذ أن يجهز لوحاتٍ خاصة للمكافأة على الاجتهاد والسلوك الحسن، ويعلقها في مكانٍ بارز داخل الصف.

وأوضحت الخطيب لـ”بصائر” أنها في كل عامٍ جديد تطلب من كل طالب أن يكتب فقرةً عن نفسه، وتجمع أوراق الطلبة ثم تفسح المجال لمن يرغب منهم بقراءة فقرته للصف بأن يقوم بذلك، كما تشجع الصف على القيام ببعض الأنشطة كالرسم أو قراءة القصص أو إلقاء القصائد لكسر الحاجز بينها وبين الطلبة.

ونوهت الخطيب إلى ضرورة أن يستفيد المدرس من الدورات التدريبية التي تعقد في بداية العام الدراسي لتطوير ذاته وكفاياته المهنية، مع الحرص على مزيدٍ من التطور من خلال القراءات المتخصصة وتصفح الإنترنت، والتواصل مع المعلمين الآخرين للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.

عناصر نجاح أو فشل العملية التعليمية

“الرنتيسي: التطور التكنولوجي فتح آفاق الطلاب نحو بيئة مدرسية غير تقليدية تعتمد على تكنولوجيا التعليم الحديث، الذي يتناسب مع ميول الطلاب”

ومن ناحيتها، أشارت المشرفة التربوية في مدارس وكالة الغوث أحلام الرنتيسي، إلى أن المدرسة تعتبر المؤسسة التربوية الأولى في حياة الإنسان، “فهي تضع بصماتها على شخصيته، إما سلبًا أو إيجابًا، فالمرء يمكن أن يحب مشوار العلم منذ سنواته الأولى عند التحاقه بالمدرسة أو بالحضانة، أو أنه يكره الدراسة منذ الأيام الأولى بالتحاقه بالدراسة”.

وقالت الرنتيسي لـ”بصائر”: “إن أبرز العناصر التي تؤثر في نجاح أو فشل العملية التعليمية تعود إلى رغبة واستعداد الطالب أو الطالبة النفسي والذهني، مؤكدةً على أن ذلك يعتبر من أهم أسباب النجاح والإنجاز والتميز”.

وأضافت أن العنصر الثاني يتمثل في إخلاص المعلم والمعلمة في أداء الواجب الوطني، عن طريق الآداء المميز بتعليم الطلاب والطالبات بإخلاص وتفانٍ، لتحفيزهم لتقبل الجرعات المتراكمة من العلم والمعرفة، لافتةً إلى أن ذلك مهم جداً، “فلا يتقبل الطالب والطالبة العلم والمعرفة والنصيحة والتوجيه من المعلم والمعلمة إذا كان هناك حواجز نفسية تحول دون ذلك”.

وذكرت أن الطالب والطالبة يتأثرون بمن حولهم وما حولهم من مؤثرات إيجابية وسلبية، سواء كان لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتحصيل العلمي والمعرفي.

وشددت الرنتيسي على أن تفهم المعلم والمعلمة لنفسية الطالب من أهم شروط العملية التعليمية والتربوية الناجحة.

وتابعت القول: “أما العنصر الثالث فهو أسرة الطالب التي نتوقع منها تهيئة البيئة والظروف المناسبة للدراسة في البيت والمدرسة، وكذلك التعاون والمتابعة الحريصة للطالب والطالبة في المدرسة”، مؤكدةً على أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة لتذليل عقبات التحصيل العلمي الناجح.

وأردفت قائلةً: “إن بيئة المدرسة من حيث تصميمها بالشكل المناسب، والجاذب للطالب، سواء من حيث النظافة، وتوافر الفصول الدراسية الذكية، تعد أحد أسباب نجاح العملية التعليمية، منوهةً إلى أن التطور التكنولوجي فتح آفاق الطلاب نحو بيئة مدرسية غير تقليدية تعتمد على تكنولوجيا التعليم الحديث، الذي يتناسب مع ميول الطلاب. وأضافت “والحقيقة أن فصولنا الدراسية في التعليم الثانوي وما دون، تعتبر تقليدية”.

وختمت حديثها بالقول: “إن التكامل بين العناصر آنفة الذكر مهم لنجاح العمليتين التعليمية والتربوية، ونعلم أهمية الإرشاد المدرسي في تذليل العوائق التي تؤثر سلباً في التحصيل العلمي للطلاب، وهذا جانب على المدارس الاهتمام به والحرص على إيجاد الحلول التربوية المناسبة لمشاكل الطلاب بأسرع وقت ممكن حتى لا تتفاقم وتصبح حلولها صعبة ومؤثرة نفسياً”.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 4

Trending Articles